كلمة رئيس الحكومة، السيد سعد الدين العثماني بمناسبة افتتاح المؤتمر الدولي الثالث للهيئات الرقابية  للسلامة النووية 

كلمة رئيس الحكومة، السيد سعد الدين العثماني
بمناسبة افتتاح المؤتمر الدولي الثالث للهيئات الرقابية
 للسلامة النووية 

مراكش، 1-4 أكتوبر 2019

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه


حضرات السيدات والسادة،


يشرفني أن أفتتح اليوم المؤتمر الدولي الثالث للهيئات الرقابية للسلامة النووية الذي يحظى بالرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله ونصره، وهو ما يُبرز العناية والأهمية التي يوليها بلدنا للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي، لا سيما وأننا نتحدث عن مجال يقوم فيه التأطير بدور مهم لتفادي الأخطار و التهديدات التي قد تنتج عن سوء الاستعمال أو سوء النية. 


وقد أدركت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأمر مبكرا، حيث أطلقت لهذا الغرض حوارا مع الدول الأعضاء حول ضرورة إقرار تدابير حماية المواد النووية ضد السرقة والتخريب، والذي أفضى إلى المصادقة على معاهدة الحماية المادية للمواد النووية من طرف 158 دولة. 

وأغتنم فرصة هذا اللقاء لأذكر بأن المغرب سارع منذ سنة 2000 إلى العمل على اتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية المواطنين والبيئة من مخاطر استعمال المواد النووية والمشعة، وذلك بفضل تظافر جهود كافة القطاعات والمؤسسات والهيئات المعنية. مما أكسب بلادنا تجربة مهمة في هذا المجال، وبعد ذلك تم إحداث الوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي سنة 2014، وهي كما تعلمون هيئة رقابية مستقلة تعمل إلى جانب السلطات المختصة والمعنية بالسلامة النووية وبتشاور معها، كُل في مجال تخصصه، من أجل وضع نظام سلامة نووية متين ودائم، مع الحرص على استقلالية القرار في مجال الرقابة.

حضرات السيدات والسادة،
وعيا منا بضرورة تكامل أنظمة السلامة النووية على الصعيدين الجهوي والدولي، انخرطت بلادنا في كل المعاهدات والأدوات الدولية الملزمة وغير الملزمة في مجال السلامة النووية، كما انخرطت مُبكرا في مختلف المبادرات الرامية إلى تحقيق سلامة نووية أكثر شمولية. 


وقد كنا بالفعل من البلدان الأوائل التي انخرطت في المبادرة الشاملة لمكافحة الإرهاب النووي، وقد حظيت بلادنا بشرف احتضان أول اجتماع لهذه المبادرة سنة 2006 بمدينة الرباط، ودأبت منذ ذلك الحين على تنظيم عدة تظاهرات وأنشطة دولية، أذكر منها تدريب الرباط في سنة 2011، والتدريب المشترك مع إسبانيا "REMEX" حول التدخل في حالة وقوع حادثة متعلقة بالسلامة النووية والإشعاعية. 


 كما كُلفت المملكة برئاسة مجموعة العمل "الرد والتخفيف"، وكذلك برئاسة "مجموعة التنزيل والتقييم" للسنتين المقبلتين. 
وشاركت المملكة المغربية كذلك في الدورات الأربع للقمة العالمية للسلامة النووية، والتي شكلت فرصة فريدة لقادة عدة دول للتشاور من أجل التعهد بالوقاية من الإرهاب النووي والإشعاعي عن طريق تعزيز السلامة النووية الدولية. 


وها نحن اليوم نحظى بشرف تنظيم الدورة الثالثة للهيئات الرقابية للسلامة النووية من خلال الهيئة الرقابية للمملكة المغربية "أمسنور" والتي تتمحور أشغالها حول تقاسم التجارب وأفضل الممارسات بين الهيئات الرقابية، وهيئات المساعدة التقنية والفاعلين الجهويين والبين جهويين المختصين لتعزيز أنشطة السلامة النووية على المستوى الوطني، والجهوي والدولي. 

وأغتنم هذه الفرصة لأؤكد تمسك المملكة المغربية باحترام التزاماتها الدولية في مجال السلامة النووية والإشعاعية، وكذا بدعم جهود المجتمع الدولي والمُنظمات الدولية، وعلى رأسها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا المجال. كما أؤكد أيضا على التزام المملكة المغربية بالمساهمة في دعم التعاون في السلامة النووية بإفريقيا من خلال الشبكة الإفريقية لهيئات الرقابة النووية التي تترأسها الوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي.


وفي الختام، أجدد الترحيب بكم جميعا وأتمنى لكم مقاما طيبا في بلدكم المغرب، كما أتمنى أن تُكلل أعمال المؤتمر بالنجاح والتوفيق.
وأتوجه بالشكر إليكم وإلى كل من ساهم ويساهم في تنظيم وإنجاح هذا المؤتمر، وعلى رأسهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولجنة الرقابة الذرية للولايات المتحدة الأمريكية، ومجلس السلامة النووية الإسباني، والحكومة الكندية، وكذلك مدير ومسؤولو الوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي وباقي الشركاء. 

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
 

النشرة الإخبارية