كلمة رئيس الحكومة بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة لمجلس إدارة الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه،
السيدة الوزي رة؛
السادة الوزراء؛
السيدات والسادة كتاب الدولة؛
السيدات والسادة أعضاء مجلس إدارة الوكالة؛
الحضور الكريم؛
يشرفني أن أرحب بكم اليوم في اجتماع الدورة الثالثة لمجلس إدارة الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، والأول خلال الولاية الحكومية الحالية، وهو الاجتماع الذي يشكل مناسبة لاستعراض إنجازات الوكالة، وكذا استشراف
آفاق عملها للفترة المقبلة.
ولا يخفى عليكم أن هذا الي وم يتزامن واليوم العالمي لمحو الأمية الذي يخلد هذه السنة تحت شعار "محاربة الأمية والعالم الرقمي". وهي فرصة للوقوف على التحديات المطروحة أمام بلادنا والصعوبات الراهنة للقضاء على هذه الآفة، وهو ما يشكل مدخ لا أساسيا لتحسين مؤشرات التنمية البشرية.

حضرات السيدات والسادة،

تجسيدا للإرادة الملكية السامية، والتوجيهات السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، تصدرت محاربة الأمية أولوية السياسات العمومية، حيث ما فتئ صاحب الجلالة يؤكد على ضرورة إعطاء الأولوية لبرامج محاربة الأمية ويحث جميع المتدخلين على مضاعفة المجهودات من أجل القضاء على هذه الآفة.

وقد انخرطت الحكومة في هذا التوجه، حيث أكد البرنامج الحكومي على ضمان محاربة فعالة للأمية، وتقديم الدعم اللازم للوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، من أجل أن تضطلع بالمهام المنوطة بها بشراكة مع مختلف
الفاعلين المعنيين.

حضرات السيدات والسادة،

نسجل بارتياح المجهودات التي بذلتها الوكالة منذ آخر دورة لمجلس الإدارة السنة المنصرمة من أجل تجاوز صعوبات المرحلة الانتقالية واستكمال الأسس الضرورية التي تمكنها من تحقيق أهدافها على أكمل
وجه، مما مكنها من وضع نظام هيكلي خاص بالوكالة، وتصفية عدد مهم من الملفات العالقة، وإبرام مجموعة من اتفاقيات الشراكة مع مختلف الفاعلين، والرفع من عدد جمعيات المجتمع المدني الشريكة حيث انتقل
عدد هذه الهيئات من 1300 جمعية برسم الموسم القرائي 2015 - 2016 إلى أكثر من 2400 جمعية برسم الموسم الحالي، وكذا تسجيل 734.974 مستفيدة ومستفيد من برامج محو الأمية و 169.198 مستفيدة ومستفيد
من برامج ما بعد محو الأمية خلال موسم 2016 - 2017 .

وقد مكنت هذه المجهودات، بالفعل، من تحسين معدل الأمية ببلادنا، إلا أن هذا هذا الأخير يبقى مرتفعا وغير متلائم مع طموحات المملكة ومخططاتها التنموية، وهو ما يسائلنا جميعا بالنظر إلى ثقل المسؤولية
الملقاة على عاتقنا كافة.

ولهذا، يجب أن ننخرط جميعا كحكومة ومجالس منتخبة ومجتمع مدني وقطاعين عام وخاص في هذا الورش المجتمعي الهام، وأن نكثف الجهود ونعزز التنسيق مع الوكالة من أجل تحقيق الهدف المنشود في
خارطة الطريق المحينة المعروضة اليوم على أنظاركم قصد المصادقة، والذي يتمثل في تقليص المعدل العام للأمية إلى 20 % في أفق سنة 2021 .

وأغتنم هذه المناسبة لدعوة الجميع إلى بذل أقص ى الجهود لإنجاح المناظرة الوطنية لمحاربة الأمية التي نعتزم تنظيمها قريبا إن شاء الله، لكي نجعل منها فضاء للتحليل والتشاور حول واقع الأمية ومحاربة الأمية
ببلادنا ، قصد الخروج بتصور متكامل ومتوافق حوله بين مختلف الفاعلين.

من أجل تحديد الرؤية الاستراتيجية وتطوير منظومة محاربة الأمية لتسريع وتيرة الإنجاز في أفق القضاء نهائيا على هذه الآفة المجتمعية.

وفي الختام، لا يفوتني أن أتوجه بالشكر إلى كافة الفاعلين على المستوى الوطني والدولي اللذين يواكبون الوكالة في إنجاح هذا الورش، وكذا كافة أطرها ومستخدميها، وعلى رأسهم السيد المدير على المجهودات التي
لونها، داعيا الجميع إلى مزيد منُ يبذ البذل والعطاء.

وفقنا الله جميعا لما فيه مصلحة البلاد، وكلل أعمالنا بالتوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
 

النشرة الإخبارية