كلمة رئيس الحكومة، الدكتور سعد الدين العثماني، بمناسبة اجتماع مجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات

IMG1.jpeg

بسم الله الرحمان الرحيم، 
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين،

السادة الوزراء؛
السيدات والسادة أعضاء مجلس الإدارة؛
السيد المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات؛

حضرات السيدات والسادة؛

يسعدني أن أترأس اليوم اجتماع مجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات وأن أرحب بكم للمشاركة في أشغاله، وهي مناسبة للوقوف على حصيلة إنجازات الوكالة والاطلاع على مشاريعها وبرامجها للسنوات القادمة.
ولا يخفى عليكم جميعا أن هذا الاجتماع ينعقد في ظل الظروف الصعبة التي عرفتها بلادنا كسائر بلاد العالم إثر تفشي جائحة كورونا، والتي تمكَنا بحمد الله من التخفيف من آثارها على المستوى الصحي والاجتماعي والاقتصادي، بفضل الرؤية الاستباقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله ونصره، وبفضل التعبئة الوطنية الشاملة وراء جلالته.
وقد ساهم قطاع الاتصالات بشكل كبير، خلال هذه الفترة،  في تأمين وضمان استمرارية الخدمات والمعاملات، حيث مكنت استعمالات وسائل وخدمات الاتصالات، لا سيما خدمة الأنترنيت التي ارتفع رواجها بنسبة 55% مقارنة مع نفس الفترة ما قبل جائحة كورونا، من التخفيف من الآثار الناتجة عن هذه الجائحة، وذلك بفضل توفر بلادنا على مخزون كاف من المعدات والتجهيزات لسد حاجيات الزبناء ومتعهدي الاتصالات، إضافة إلى توفير الولوج المجاني إلى المنصات والمواقع الإلكترونية المتعلقة بالتعليم، و التكوين عن بعد، وبعض المنصات ذات الوظيفة الاجتماعية التي تُعنى بتقديم المساعدات للمواطنين.
 وأغتنم هذه المناسبة لأتقدم بالشكر الجزيل إلى كافة القطاعات المعنية، والوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، ومتعهدي الشبكات العامة للمواصلات، وجميع الفاعلين، على مجهوداتهم القيمة لتوفير الإمكانات اللازمة لمواجهة الإكراهات الناتجة عن تطبيق الحجر الصحي والتخفيف من آثاره، وذلك من خلال تيسير الولوج لتقنيـات التواصل عن بعد التي مكنت من مواصلة العمل والتعليم والتكوين والتجارة والتواصل الصوتي والمرئي.
كما أنوه بقدرة البنية التحتية على استيعاب كثافة الاستعمال دون حدوث توترات كبيرة في شبكات الاتصالات بالرغم من وجود بعض النقائص، والتي بدأ العمل على تداركها من خلال تفعيل مضامين مذكرة التوجهات العامة لتنمية قطاع الاتصالات في أفق سنة 2023. 

حضرات السيدات والسادة،
إذ نهنئ أنفسنا على نضج وتنافسية قطاع الاتصالات ببلادنا، فإننا نأمل في أن يشكل هذا القطاع إحدى الرافعات الأساسية لردم الهوة الرقمية والتقليص من الفوارق الاجتماعية والمجالية.
وجدير بالذكر أن مذكرة التوجهات العامة لتنمية قطاع الاتصالات في أفق سنة 2023 التي تم اعتمادها خلال اجتماعنا السابق، قد جعلت تنمية الصبيب العالي والعالي جدا على رأس الأولويات خلال هذه الفترة. وهو ما يتوافق وتوصيات اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي التي أوصت بضرورة تعميم الولوج إلى الأنترنيت ذي الصبيب العالي في جميع جهات المملكة، وإلى الأنترنيت ذي الصبيب العالي جدا في مناطق الأنشطة الاقتصادية المكثفة.

وفي نفس السياق، وحيث أن مذكرة التوجهات العامة لتنمية قطاع الاتصالات تنص على تغطية كافة التراب الوطني بصبيب عال يبلغ على الأقل 2 ميغابايت في أفق 2023، فإنني أدعو الوكالة إلى بلورة مخطط وطني خاص بالربط البصري، يهدف على الخصوص إلى تغطية 50% على الأقل من الأسر المغربية بخدمات الصبيب العالي جدا بالألياف البصرية بصبيب يبلغ على الأقل 100 ميغابايت في الثانية، وذلك قبل متم سنة 2025.

 كما أدعو جميع الفاعلين والمتدخلين إلى إيلاء أهمية خاصة للخدمات الموجهة للمقاولات، باعتبار فرص النمو التي تمثلها سوق المقاولات بالمغرب، حيث وجب توفير حلول مبتكرة وملائمة وذات جودة تتماشى مع حاجياتها.

وختاما، أدعو الجميع إلى الاستمرار في دعم الوكالة من أجل الحفاظ على المكتسبات الوطنية في قطاع الاتصالات وجعله رافعة للتحول الرقمي وقاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا.
كما أتوجه بالشكر إلى أعضاء مجلس إدارة الوكالة والفاعلين في القطاع وإلى كل شركائها على الدعم الذي يقدمونه لها، كما لا يفوتني أن أشكر أطر ومستخدمي الوكالة وعلى رأسهم السيد المدير العام على مجهوداتهم، داعيا الجميع إلى المزيد من البذل والعطاء. 

وأتمنى من العلّي القدير أن تُكلَّل أعمالنا بالتوفيق والسداد.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
 

النشرة الإخبارية