سنواصل الإنصات والإنجاز

IMG_9759_2.jpg

أكملت الحكومة في أبريل الماضي-بحمد الله-السنة الثالثة من ولايتها، التي اخترنا لها شعار "الإنصات والإنجاز". وتكريسا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وانطلاقا من واجب التعامل بشفافية مع المواطنات والمواطنين، تتشرف الحكومة بتقديم حصيلة عملها لهذه السنة.
وأغتنم هذه المناسبة، لأتقدم بالشكر لكل أعضاء الحكومة، ومن خلالهم لمسؤولي وأطر كل القطاعات الحكومية، على جهودهم، وعلى إسهامهم في إعداد هاته الحصيلة، والوثائق المتعلقة بها، فهي نتاج عمل أسهم فيه الجميع.
إن ما حققناه خلال ثلاث سنوات من الولاية الحكومية، قد تم وفاء بالتزاماتنا في البرنامج الحكومي، ووفق منهجية جماعية ودقيقة تُمكِّن من التتبع والتقييم المستمرين. وتظهر مؤشرات التنفيذ إلى حدود شهر مارس 2020 أن نصف إجراءات البرنامج الحكومي أُنْجِزت أو في مرحلة متقدمة، فيما يوجد حوالي ثلث إضافي هو في طور الإنجاز. 
وإذا كانت السنة الثالثة مطبوعة أساسا باستمرار وتسريع الأوراش والإصلاحات التي انطلقت منذ بداية الولاية، فإنها تميزت بإنجازات جديدة واعدة، سأكتفي بذكر نماذج منها.
ففي مجال تعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني ودعم المقاولة، بدأنا ورش إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار مع متابعة جهود تحسين مناخ الأعمال. وفي المجال الاجتماعي، حصل تقدم ملموس في تعميم التعليم الأولي وبدأنا التغطية الصحية للمستقلين مع استمرار تعبئة الموارد للقطاع الصحي. أما في مجال الإصلاحات الهيكلية والحكامة، فقد بدأنا تطبيق ميثاق اللاتمركز الإداري والإطلاق الفعلي لتبسيط المساطر ورقمنة الإدارة. 

كما تجدر الإشارة إلى أن التراكم الذي تحقق خلال ثلاث سنوات من العمل الحكومي، أسهم في تحقيق عدد من المؤشرات الإيجابية، وهي التي ميزت الوضع العام ببلادنا قُبَيْلَ بداية تفشي الجائحة.
من جهة أخرى، تشهد بلادنا، كما يعلم الجميع، منذ مارس الماضي -الذي صادف نهاية السنة الثالثة من الولاية الحالية-وضعية استثنائية بكل المقاييس بسبب جائحة كورونا، حيث دخل المغرب بكل مؤسساته وهيآته مرحلة جديدة عنوانها الأبرز: التعبئة الجماعية لمواجهة الوباء، والحد من انتشاره، ومكافحة تداعياته الاجتماعية والاقتصادية، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
وقد أسهمت الحكومة، إلى جانب مختلف الفاعلين، بالعديد من الإجراءات والقرارات والبرامج الهامة، سنُفْرِدُ لها تقريرا خاصا، بكل موضوعية وبكل شفافية، من باب تحملنا للمسؤولية واستخلاص العبر واستثمار الفرص.
وإذ نعتز بما تحقق لفائدة بلادنا، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك حفظه الله، فإن الوعي بحجم انتظارات المواطنات والمواطنين، والإحساس بجسامة المسؤولية، يدفعنا لأن نبقى دائمي التعبئة للوفاء بالتزاماتنا، وتحسين أدائنا، وإنجاح الإصلاحات التي سيكون لها الأثر الإيجابي المباشر على حياة المواطنات والمواطنين، والتي تسهم في بناء مغرب أفضل. 

رئيس الحكومة 
سعد الدين العثماني

 

النشرة الإخبارية