كلمة رئيس الحكومة، السيد سعد الدين العثماني، بمناسبة اجتماع مجلس إدارة المدرسة الوطنية العليا للإدارة

1_9.jpeg

بسم الله الرحمان الرحيم، 
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين،

السادة الوزراء؛
السيدات والسادة أعضاء مجلس الإدارة؛
السيد المدير العام للمدرسة الوطنية العليا للإدارة؛

حضرات السيدات والسادة؛
يُشرفني أن أترأس اليوم اجتماع مجلس إدارة المدرسة الوطنية العليا للإدارة وأن أرحب ب حضوركم ومشاركتكم في أشغاله، وهي مناسبة للوقوف على حصيلة إنجازات المدرسة واستعراض آفاق عملها المستقبلية. 
وأود في البداية أن أتقدم بالشكر الجزيل للسيدة والسادة أعضاء المجلس المنتهية مدة انتدابهم وأن أرحب بالسيدة والسادة الأعضاء الجدد.
ولا يخفى عليكم أن هذه الدورة تنعقد في ظروف استثنائية يطبعها انتشار وباء كوفيد 19 في العالم، والتي عرف فيها المغرب ولايزال، والحمد لله، إشادة وتقدما ملحوظين على الصعيد الدولي، سواء على مستوى التعبئة الوطنية لمحاربة الوباء أو على مستوى عملية التلقيح ضد الفيروس، وذلك تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله. هذه النجاحات التي تم تحقيقها يجب ألا تنسينا الالتزام والتقيد بالإجراءات الاحترازية التي من شأنها أن تجنبنا انتكاسة لا قدر الله.
حضرات السيدات والسادة،
لقد تزامن إحداث المدرسة الوطنية العليا للإدارة مع الدينامية الإصلاحية الكبيرة التي عرفتها بلادنا في السنوات الأخيرة، خاصة في مجال إصلاح الإدارة. ذلك أن نجاح المشاريع الكبرى والسياسات العمومية بما فيها الإصلاح العميق للقطاع العام ومعالجة الاختلالات الهيكلية للمؤسسات والمقاولات العمومية يبقى رهينا بإعداد نخب قادرة على تملك جيل جديد من المشاريع الإصلاحية الكبرى التي دعا إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطابه بمناسبة الذكرى 20 لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين في 29 يوليوز 2019، إذ قال جلالته أن " المرحلة الجديدة ستعرف إن شاء الله، جيلا جديدا من المشاريع. ولكنها ستتطلب أيضا نخبة جديدة من الكفاءات، في مختلف المناصب والمسؤوليات". 
وفي هذا الإطار يتبين الدور المحوري والمتميز للمدرسة الوطنية العليا للإدارة في المساهمة في إعداد النخب والكفاءات القادرة على مواكبة وتتبع الجيل الجديد من الأوراش التنموية. 
وبهذه المناسبة، فإنني أدعو جميع الإدارات والمؤسسات والمقاولات العمومية والجماعات الترابية للاستفادة من التكوين العالي لخريجات وخريجي المدرسة من أجل المساهمة في قيادة هذه المشاريع التنموية المهمة، كما أؤكد على ضرورة تمكين الموارد البشرية من الاستفادة مما تتيحه المدرسة من تكوين أساسي أو تكوينات مستمرة للرفع من كفاءاتهم، وذلك بغية إعداد جيل جديد من الأطر العليا القادرة على تعزيز الدور المحوري للإدارة في قيادة الأوراش التنموية وعلى التفاعل بشكل خلاق مع الاحتياجات والتحديات المترتبة عنها. 
وإذ أسجل بارتياح حصيلة عمل المدرسة الوطنية العليا للإدارة، وجودة تنزيل برنامج العمل متعدد السنوات الذي صادق عليه مجلسنا الموقر منذ أربع سنوات، فإنني آمل أن ينبثق عن اجتماعنا اليوم برنامج عمل طموح يجعل من المدرسة فاعلا أساسيا للإشراف على الأوراش التنموية المستقبلية للبلاد. 
حضرات السيدات والسادة،
لقد استقبلت المدرسة لحد الآن ما يقارب 200 إطار يتم تكوينهم وفق منهجية تزاوج بين الكفايات اللازمة لكل مدبر عمومي وبين التداريب الميدانية داخل وخارج الوطن، فضلا عن البرامج الرقمية وتقييم السياسات العمومية. كما قامت المدرسة أيضا بإعداد برنامج تكويني وضعته رهن إشارة الإدارات المركزية والترابية استجابة لحاجياتها في العديد من المجالات. 
وأغتنم فرصة هذا الاجتماع لأحيي نجاح المدرسة في استعادة مكانتها على الصعيد الدولي من خلال انتخابها بالأجهزة التنفيذية لمؤسسات دولية في نفس مجال تخصصها، وأهنئ في هذا الصدد السيد المدير العام على ترؤسه لأول شبكة للمدارس الوطنية للإدارة بإفريقيا كانت للمدرسة المبادرة في إنشائها.
ونحن على مشارف نهاية برنامج عمل المدرسة متعدد السنوات، فإنني أدعو السيد المدير العام للمدرسة إلى بلورة استراتيجية تعتمد هندسة بيداغوجية عصرية وفق مقاربة واضحة ومبتكرة في تفاعل مستمر بين المدرسة ومحيطها، من أجل الارتقاء بالوظيفة العمومية العليا وتكوين الأطر القادرة على تنزيل وتتبع مختلف الأوراش والاستراتيجيات القطاعية بما فيها ورش اللاتمركز الإداري وورش الجهوية المتقدمة، علاوة على إغناء البحث التطبيقي والإسهام في النقاش العمومي حول مختلف القضايا ذات الراهنية.
كما أدعو كافة القطاعات الحكومية والمؤسسات والإدارات العمومية إلى العمل على تدعيم قدرات المدرسة وتعزيز روافعها المؤسساتية والقانونية والتنفيذية، ومساعدتها على تحقيق أهدافها الاستراتيجية في مجالي البحث والتكوين.
وختاما، أتوجه بالشكر لكافة أساتذة وموظفي المدرسة الوطنية العليا للإدارة وعلى رأسهم السيد المدير العام، وأدعو الجميع لمواصلة العمل والعطاء من أجل الرفع من فعالية المؤسسة. كما أتوجه بشكر خاص لجميع أعضاء مجلس الإدارة، داعيا إياهم إلى تظافر الجهود لجعل المدرسة رافعة قوية لتحديث الإدارة المغربية.
وأتمنى من العلّي القدير أن تُكلَّل أعمالنا بالتوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
 

النشرة الإخبارية