كلمة رئيس الحكومة بمناسبة انعقاد الدورة الأولى لمجلس إدارة المدرسة الوطنية العليا للإدارة

MDM_6003.JPG

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه،

السيد وزير الدولة،

السادة الوزراء،

السيدات والسادة أعضاء مجلس الإدارة،

حضرات السيدات والسادة

بسم الله أفتتح الاجتماع الأول لمجلس إدارة المدرسة الوطنية العليا للإدارة.

يشرفني أن أرحب بكم في أشغال هذا الاجتماع التأسيسي الذي يعتبر مناسبة لإرساء الأسس التنظيمية للمدرسة، والوقوف على ما حققته من إنجازات بعد مرور فترة وجيزة على انطلاقتها، بالإضافة إلى تحديد معالم استراتيجيتها واستشراف آفاق عملها خلال السنوات القادمة.

وأغتنم فرصة هذا الاجتماع للإعراب عن اعتزازي بما تم تحقيقه ببلادنا سابقا من مكاسب وإنجازات هامة من طرف كل من المدرسة الوطنية للإدارة والمعهد العالي للإدارة اللذان تم دمجهما في إطار المؤسسة الحالية. وقد كان وقع مجهوداتهما إيجابيا على المرافق العمومية حيث ساهما في تكوين آلاف الخريجين، واستفادة أعداد هامة من الموظفين من دورات التكوين واستكمال الخبرة.

والجدير بالذكر هنا أن العديد من هؤلاء الخريجين يتقلدون حاليا مناصب المسؤولية في عدد من الإدارات والمؤسسات العمومية.

حضرات السيدات والسادة،

تشكل المهمة الأولى التي تضطلع بها المدرسة الوطنية العليا للإدارة، والتي تتمثل في تكوين الأطر العليا ذات الكفاءات العالية، ركيزة للنهوض بالإدارة المغربية ودعامة للخدمات التي تقدمها مختلف المرافق العمومية للمواطنات والمواطنين وفق متطلبات الحكامة الجيدة التي تقتضي الشفافية والفعالية وربط المسؤولية بالمحاسبة، وذلك تماشيا مع مضمون دستور المملكة لسنة 2011 ومع الإرادة السامية التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله يعبر عنها، ومن ذلك ما قاله جلالته في ذكرى عيد العرش المجيد لسنة 2017 "إننا نستطيع أن نضع أنجع نموذج تنموي وأحسن المخططات والاستراتيجيات، إلا أنه، بدون تغيير العقليات وبدون توفر الإدارة على أفضل الأطر وبدون اختيار الأحزاب السياسية لأحسن النخب المؤهلة لتدبير الشأن العام وفي غياب روح المسؤولية والالتزام الوطني، فإننا لن نحقق ما ننشده لجميع المغاربة من عيش حر كريم ".

كما أن البرنامج الحكومي اعتبر من ضمن أولوياته إصلاح وتحديث الإدارة، لجعلها قادرة على مسايرة المتطلبات والمتغيرات التي يعرفها الدور الجديد للدولة وعلى الاستجابة للانتظارات المتنامية والملحة للمجتمع، وهو الأمر الذي يتطلب إجراء تغييرات هيكلية وتنظيمية عليها كي تكون أداة فعالة وناجعة لإعداد وتنفيذ السياسات العمومية.

وفي هذا الصدد فإن إحداث المدرسة كفضاء مناسب ومنظومة تكوينية ترتكز على الطابع التطبيقي والعلمي، جاء ليستجيب لمتطلبات الرفع من مهنية الإدارة، ومواكبة الأوراش الكبرى لتحديثها، ودعم ورش الجهوية المتقدمة، وكذا مواكبة مختلف برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستراتيجيات القطاعية.

حضرات السيدات والسادة،

لقد تمكنت المدرسة الوطنية العليا للإدارة في فترة وجيزة من الرفع من قدراتها التدبيرية والعمل على وضع الترسانة القانونية اللازمة للشروع في تكوين أول فوج، وكذا إطلاق عملية استقبال الفوج الثاني برسم السنة المقبلة.

كما نظمت المدرسة برامج تكوينية لفائدة بعض الإدارات والمؤسسات العمومية في عدة مجالات تهم متطلبات إصلاح الإدارة والحكامة على الصعيدين الوطني والجهوي، وكذا دورات تكوينية أفقية بتعاون مع شركاء دوليين، بالإضافة إلى إبرام مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع عدد من المعاهد الدولية المتخصصة في نفس المجال، وهو الأمر الذي يعبر على حرص المدرسة على تدعيم المقاربة التواصلية ومبادئ الانفتاح على المحيط الخارجي وتدعيم التعاون جنوب-جنوب الذي تسعى المملكة المغربية إلى ترسيخه في إطار من الشراكات البناءة والمثمرة.

وفي هذا الإطار فإننا نطمح إلى جعل هذه المدرسة أداة استراتيجية قوية ذات اشعاع دولي وإقليمي، قادرة على بلورة وتقديم عرض جذاب في مجال التكوين وتقديم الخبرة. كما نحرص على تعزيز دور المدرسة في إصلاح وتحديث الإدارة على الصعيد الوطني بتظافر جهود كافة القطاعات الحكومية المعنية ومختلف الفاعلين في ميادين البحث العلمي والتكوين.

واستجابة لنداء صاحب الجلالة للرقي بإداراتنا ومؤسساتنا، فإنني أؤكد على ضرورة اعتماد المدرسة لمنظومة استراتيجية ترتكز على تطعيم التفكير حول تحديث الإدارة العمومية من خلال البحث التطبيقي، وتكوين كفاءات قادرة على حمل مشروع التطوير والتحديث عن طريق تكوين أساسي رفيع المستوى، ومواكبة الإدارات والجماعات الترابية في تنزيل الإصلاحات، بالإضافة إلى المساهمة في انفتاح الإدارة المغربية على الممارسات الفضلى.

وفي الختام، أشكر أعضاء مجلس الإدارة، وأتوجه بالشكر إلى كافة أطر ومستخدمي المدرسة وعلى رأسهم السيد المدير العام على مجهوداتهم المبذولة التي مكنت من تحقيق الانطلاقة الناجحة للمدرسة، داعيا الجميع للمزيد من العطاء لجعلها رافعة للرقي بالإدارة المغربية وتحديثها.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

النشرة الإخبارية