كلمة رئيس الحكومة بمناسبة زيارة العمل والصداقة التي قام بها الوزير الأول المالي

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.

 

صاحب المعالي السيد  Soumeylou BOUBEYE MAIGA

الوزير الأول ورئيس الحكومة لجمهورية مالي الصديقة،

حضرات السيدات والسادة،

 

أود قبل كل شيء أن أرحب بضيوفنا الكرام وخاصة السيد الوزير الأول الذي شرفنا بالقيام بهذه الزيارة للمرة الأولى إلى المملكة المغربية، مؤكدا لمعاليكم والوفد المرافق لكم بأنكم قد حللتم ببلدكم المغرب.

كما أجدد لكم بهذه المناسبة، أحر التهانئ بمناسبة تعيينكم من لدن فخامة الرئيس Ibrahim Boubakar Keita  على رأس  الحكومة المالية، متمينا لكم كامل التوفيق والسداد في مهامكم، خدمة للطموحات المشروعة للشعب المالي  للسلام والوفاق والاستقرار والتنمية.

 

معالي الوزير الأول؛

حضرات السيدات والسادة،

إن زيارتكم هذه لبلادنا تأتي في وقتها المناسب، إذ تستجيب لضرورة التشاور  والتنسيق التي  تفرضها التحولات التي  يعرفها العالم  والقارة الإفريقية ومنطقتنا التي تتميز

 

 

بطفرة عنف الإرهاب من جهة، وتأثير التحولات المناخية من جهة أخرى؛ إذ أضحت هذه التهديدات تشكل خطرا حتى على وجود الدول نفسها.

وبهذه المناسبة، ورغم الصعوبات الكبيرة، تغمرني السعادة بنجاح دولة مالي الصديقة في الحفاظ على سيادة بلدها واستقراره وأمنه ووحدته.

وإن هذا النجاح ليعتبر، دون منازع، الجواب الأمثل على تيه العناصر الراديكالية والمتطرفة بجميع أنواعها عبر  مختلف جهات العالم.

وإذا كنا قد هنأنا أنفسنا لانتصاركم، وهو أيضا نصر جماعي، على تحديات الإرهاب والانفصال بمالي، فنحن ما زلنا جميعا واعين بحجم التحديات التي تواجهونها في الحقبة الجديدة للتصالح وإعادة البناء الوطني. وسيستمر المغرب في دعم الجهود الوطنية المالية من أجل الحفاظ على وحدته الترابية وتماسك مكوناته.

 

معالي الوزير الأول؛

لقد شكلت مالي دائما، بالنسبة للمغرب، مكونا رئيسيا للتراث الإسلامي في المنطقة وللهوية الإفريقية على العموم.

كما أن الشراكة التي تجمع المملكة المغربية بجمهورية مالي لتندرج كليا ضمن هذا البعد الديني والثقافي، وتساهم في دينامية جبر الأضرار المادية

 

 

واستعادة الرموز لطبيعتها، من خلال  إعادة تأهيل  المعالم والمآثر الدينية والمخطوطات والمحافظة عليها، وكذا تنشيط الحياة الثقافية.

إن ممارسة الدين الإسلامي بالمغرب ومالي تتميز بطابعها الموحد، إذ أنها تنهل من نفس تعاليم الدين الإسلامي "المعتدل"، وترتكز على نفس مبادئ التسامح والانفتاح على الآخر، والتي تظل ركيزة للنسيج الروحي المستمر الذي يربط بين بلدينا.

واسترشادا بهذه القاعدة الدينية المشتركة، ووعيا بضرورة الحفاظ عليها من الانجرافات، فإنني سعيد جدا بنتائج تعاوننا في مجال تكوين الأئمة الماليين بالمغرب.

معالي الوزير الأول؛

انطلاقا من ارتباط المملكة المغربية بالتعاون جنوب – جنوب، فإنها لن تدخر جهدا في مواكبة مالي البلد الشقيق والجار، فيما يخص القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، والتي تعتبرها ذات أولوية، وذلك في إطار بيئة يطبعها الاستقرار والأمن والسلام.

فعلاوة على الإنجازات التي تحققت بفضل الاتفاقيات التي وقعها بلدانا بمناسبة الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمالي في فبراير 2014، يسرني أن نعمل اليوم، على تعزيز شراكتنا من خلال التوقيع على ست اتفاقيات تعاون جديدة.

وبفضل التعاون الغني والموصول مع الدول الشقيقة بجنوب الصحراء، يعتزم المغرب تحمل حصته من المسؤولية التاريخية بهمة والتزام عاليين. أفلم يكن المغرب واحدا من الدول الأولى، إلى جانب مالي، الذي أخذ المبادرة من أجل الاندماج الإفريقي.

كما أن جلالة الملك يولي أهمية خاصة لهذا المحور الأساسي لعلاقات المغرب الخارجية، ويسهر حفظه الله شخصيا على تعزيزها وتنميتها.

إن المغرب، وبعد رجوعه إلى حضنه الإفريقي على مستوى الاتحاد الإفريقي، لن يدخر جهدا من أجل مواصلة الجهود مع الدول الإفريقية الشقيقة والصديقة بغية بناء إفريقيا قوية وغنية وإفريقيا نامية.

وبالنسبة لمالي بالذات، سيظل المغرب الشريك الوفي والشريك الملتزم.

وإذ أجدد التحية والترحيب بمعاليكم والوفد المرافق لكم ببلدكم المغرب، أشكركم على حسن تتبعكم.

 والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

النشرة الإخبارية